ليس التوقيع مجرد جرّة قلم، كما يعتقد الكثيرون، وإنما هو بشكله وخطوطه وحروفه، مفتاح لفهم شخصية الموقع، وهو مرآة تعكس صورة صاحبه.. “سيدتي” سألت عدداً من المراهقات عن توقيعاتهن، وهل يعتقدن حقاً أنها تعكس حقيقة شخصياتهنّ؟
تقول بداية، هدى 16 عاماً: أنا بطبعي فتاة مرهفة الحس، ولذلك، جاء توقيعي يحمل في شكله شيئاً من شخصيّتي، فالأحرف الأخيرة منه لمن يدقق النظر جاءت على شكل يشبه الوردة، بدون شوك.. إذ جعلت من الألف المقصورة في آخر اسمي ما يشبه الزهرة الفواحة”. مضيفة: “إنّ أحد أسعد أيام حياتي هو يوم علّمت فيه جدتي، وهي أميّة، أن توقع بحرفين من اسمها، بعد أن كانت تبصم بإصبعها عندما يطلب منها الإمضاء على وثيقة إدارية”.
أمّا سلوى، 18 عاماً، فتقول: “إن اسمي لا يتضمن أي نقطة، ولكني في توقيعي أضع دائماً نقطة واضحة في آخر التوقيع، كما ابتدعت شكلاً جميلاً لتوقيعي ووسمته بهذه النقطة البارزة، التي ربما تدل على قوة شخصيتي وعنادي”. وتختم ضاحكة: “إن أهم توقيع لي سيكون في عقد زواجي بعد عامين. وهذا التوقيع سيكون فيه التزام مدى الحياة مع الرجل الذي أحبه”.
بينما منال، 15 عاماً، فترى أن شكل توقيعها جاء بشكل عفوي. وتضيف: “كنت أرى أبي يوقع دائماً على الصكوك البنكية وهو واثق من نفسه، وتوقيعه طويل عريض، وكنت أحياناً أمازحه بالقول: لماذا هذا التوقيع الكبير على صك به مبلغ صغير؟. ولكن ودون أن أشعر جاء توقيعي مشابهاً قليلاً لتوقيعه، ويتمثل في كتابة لقب العائلة بأحرف لاتينية مع تصرف في طريقة رسمها، وبصمتي الشخصية في توقيعي تتمثل في كيفية كتابتي للأحرف، إذ أكاد أصنع منها لوحة تشكيلية”.
من جهتها، تعتبر، ساميّة، 19 عاماً، أن لها طريقة عجيبة في التوقيع، وتقول إنها تريد أن تكون مختلفة في كل شيء عن الآخرين، حتى في الإمضاء، لذلك فهي تكتب اسمها عند التوقيع بالمقلوب مع إضافات لتزويقه، وهي ترى أن توقيعها بحروف مقلوبة لاسمها هو شكل أنيق وجميل، وهي سعيدة لأن توقيعها “شكل تاني”، حسب تعبيرها.
وترى، زهور، 17 عاماً، أن التوقيع أمر مهم جداً، ولكن مشكلتها، كما تقول، أن كل مرة توقع فيها يأتي توقيعها مختلفاً قليلاً عن التوقيع السابق، فهي لم تفلح في إعادة نفس التوقيع بالضبط مرتين. مضيفة: “لعل هذا لعدم ثقتي بنفسي، فأنا فعلاً أمر بفترة أشعر فيها بأني غير قادرة على حسم اختياراتي، وقد أدركت أني متذبذبة حتى في توقيعي”.
وتقول فاطمة، 17 عاماً، إنها توقع باسمها الأول مع إضافة شكل هندسي من ابتكارها، وتضيف: “أريد أن يكون توقيعي لغزاً لا يفهمه أحد غيري، ولا يقدر أي كان على فك رموزه أو تقليده. إنه صورة مني صنعتها على مزاجي، فهو أشبه بالشيفرة.
وتؤكد سميرة، 16 عاماً، أن توقيعها عبارة عن خربشة تشكيلية من ابتكارها، ولا يتضمن اسمها، أو أي حرف منه. وتضيف: “هو لمن ينظر إليه لا معنى له، ولكنه عندي له مقدمة وخاتمة. لقد كنت دائماً أعجز عن قراءة حرف واحد من وصفات الأطباء، فهم كلهم تقريباً يتعمدون الكتابة بخط غير مفهوم من أحد، إلا من الصيادلة: وكذلك توقيعي، فلا أحد يمكن له فهم هندسته التشكيلية غيري”.
أما أطرف جواب، فكان من أسماء، 17 عاماً، إذ تقول: “قررت منذ أشهر أن أغيّر توقيعي، فقد أمضيت على ورقات قليلة، ولكن تلك الأوراق التي من المفروض أن تغير حياتي نحو الأفضل، لم تأت أكلها، ولطرد النحس من حياتي قررت أن أغيّر توقيعي، وفعلاً غيرت شكله. ثم إني أريد أن أقلد توقيع الشخصيات الكبيرة المهمة، لأنني أطمح بأن يكون لي موقع مهم عندما أكبر، كما أنني أختار دائماً أن أوقع باللون الأخضر، من باب التفاؤل بهذا اللون، وتقليد العظماء، فالتوقيع عندي أمر محمّل بالكثير من الرموز”.