تعود الإنسان منذ القدم على تحدي ما حوله من عوائق طبيعية، مثل الأنهار والبحار فأقام الجسور وتعلم السباحة ليعبرها، ومن أهم ما حاول الإنسان تحديه هو الجبال التي تحيط به، فكانت الوسيلة الرئيسية للإنسان لاختراق الجبال هو تسلقها.
وتسلق الجبال الشاهقة هواية ورياضة. نعم، فهي هواية للعديد من المغامرين الذين يحبون الاكتشاف والترحال وتحدي الصعاب، وهي رياضة محببة ومشوقة ومثيرة.
والهدف من تسلق الجبال اكتشاف الحياة المثيرة على قمم الجبال مثل قمة إفرست بجبال الهيمالايا بالهند أو قمة بوكسوم التي يبلغ ارتفاعها 5800 قدم أي نحو ألفي متر أو اثنين كيلو متر أُفقياً، ولذلك نجد في قمتها الثلوج والحيوانات المفترسة مثل الدببة والسباع والثعابين وغيرها من الحيوانات الخطرة.
ولم يقتصر الأمر على مجرد تسلق الجبال، بل أصبحت هواية عند البعض اسمها هواية التسلق، فهناك من يتسلق العمارات والمباني الشاهقة، وهناك من يتسلق الآثـار السياحية الشاهقة مثل هواة تسلق الأهرامات في مصر وغيرها من الهوايات.
وهواية تسلق الجبال هواية في منتهى الخطورة، ولم لا؟، فإن أي خطأ من المتسلق معناه الموت المحقق، أو حتى اختلال التوازن للمتسلق يعني سقوط المتسلق من على أماكن التسلق ليتحطم المتسلق تماماً، كما أن هناك أخطاراً كثيرة مثل مواجهة الأماكن الأفقية التي تهدد حياة المتسلق، وكذلك البرودة الشديدة والثلوج كلما اقترب المتسلق من القمة، ووجود الحشرات والحيوانات المفترسة ونفاذ الزاد والمياه من المتسلق.
وباختصار، فإن هواية التسلق كلها أخطار على حياة المتسلق.
ولذلك نجد دولة مثل الهند تنشئ العديد من المنشآت والمؤسسات التي تهتم بالتسلق، وذلك من أجل تدريب وتهيئة الشباب ورعايتها لرياضة التسلق، ومن هذه المؤسسات: معهد تسلق جبال الهيمالايا، الذي يقوم بتدريب الفتيان والفتيات على التسلق وتعريفهم بمخاطره وتحدياته العملية، وهناك المؤسسة الهندية لتسلق الجبال، التي أسستها مسز جونكو تابيي الرياضية اليابانية التي نجحت في بلوغ قمة إفرست أعلى قمة في العالم كأول سيدة في العالم تنجح في تسلق هذه القمة الشاهقة الارتفاع.، والتي سجلت اسمها بحروف من نور في سجل المغامرين العالميين.
وهناك الرياضية الفرنسية كاترين دستيفل التي تفوقت على نفسها في تسلق جبال الألب الأوربية، فلقد استطاعت التدريب على التسلق على الحوائط الصناعية وتحولت إلى تسلق جبال الألب وخاصة مرتفعات الدرو في شمال جبال الألب السويسرية وكذلك جبل إيجير وجبال والكر وجراند جوراس، حتى استطاعت تسلق قمة أنابورنا التي تعتبر من أعلى قمم العالم.
وكل النجاحات التي حققتها المرأة والرجل جعل رياضة تسلق الجبال معترفاً بها عالمياً .